التقارير

في ربوع محافظة “فيفاء” السياحية

الرياض/ عواطف الغامدي- عين المملكة

تزخر المملكة العربية السعودية بمقومات طبيعية فاتنة، علاوة على أرثها الحضاري منذ آلاف السنين، وعلى امتداد تلك المساحات الشاسعة بجهاتها الأربعة.
 
وفي جنوب المملكة تبهجك محافظة “فيفاء”جارة القمر كما يحلو للبعض تسميتها،  ولك أن تتخيل ذلك الجمال ما بين متعة النظر والمغامرة، في ثنايا جبل فيفاء سحر يفوق الوصف، إلى جانب كونه جبلا خرافي الروعة والجمال، فهو محفوف بالدهشة والإثارة، ومن خلال طرقه الشاهقة التي تخترق القمم لتعلو فوق السحاب، إلى منحدراته الحادة التي تثير شهية عشاق المغامرة من قاصديها عبر تلك الطرق المتعرجة على حواف الجبال، ويتكون جبل فيفاء الذي يرتفع عن سطح البحر بنحو 1800 متر تقريبا، بسلسلة من القمم المتفاوتة الارتفاع، أشهرها قمة العبسية، و يحيط به وادي ضمد، ووادي جورا في الشمال والغرب. وتتميز هذه المنطقة باعتدال مناخها طوال العام، وذاع صيتها  لتصبح مرفأ للسياح.
 
كما تبدو محافظة فيفا أشبه بمدينة عصرية تزدان بمبانيها الشاهقة العائمة وسط السحاب, وبرودة أجوائها في الشتاء واعتدالها بفصل الصيف ما يجعلها ذات موقع استراتيجي ومحط الآنظار بما تحويه من جمال وإبداع.
 
ويعد «سماع» من أجمل المواقع في جبال فيفاء وأشهرها، وتطل على بقعة «العذر» ذات المناظر الساحرة، وووادي الحجوري والدفرة، وتشاهد من هناك الجبال المجاورة ومناطق السهول، وتُعد «العبسية» أعلى قمة في جبال فيفا وتطل على معظم أنحاء الجبال ومن جميع الجهات، مناظر خلابة ومدرجات زاهية الخضرة، وتعطره أنسام محملة بروائح الزهور المنتشرة في جنبات الجبل الشاهق.
 
وتشتهر منطقة فيفاء بالعديد من المحاصيل التي اعتاد السكان على زراعتها في السهل والجبل، من حبوب وفواكه وخضراوات ونباتات عطرية وغيرها، والبن (القهوة) من أهم المحاصيل الزراعية وأجودها، لأن فيفاء في قلب بلاد خولان المشهورة بالبن ذي الجودة العالية، كل هذا وذاك يعد ضرب من الخيال، فجريان المياه في منظر جمالي بديع من السفح إلى الوادي.
 
التراث في فيفاء قد يكون مختلف كثير عن مناطق المملكة، حيث يتم  أختيار اسما خاصاً لكل منزل يميزه ويميز أهله، وكأنه عَلَم يعرف باسم المنزل، ومن النادر أن يتكرر اسم منزلين في جميع أرجاء الجبل وفي الغالب ما يكون هذا الاسم ذو طابع مميز وغير مستهلك، وهناك التراث المعماري في فيفاء وأغلب منازلها تكون بشكل دائري (أسطواني)، وهو أمر غير موجود في أي منطقة أخرى، ومن الغريب في هذه المنطقة أيضا أن لأهالي لهم لهجة حصرية بهم لا يفهمها سواهم، ولا يستطيع التحدث بها غيرهم، وقد وجد الباحثون أن معظم مفردات هذه اللهجة تنتمي لأصول اللغة العربية الفصحى القديمة، ولكنها تأثرت باللغة الحميرية القديمة التي كانوا يتحدثونها. وربما كان ذلك هو سر لبعض المصطلحات الخاصة بهم.
 
وفي فيفا يجد السائح والزائر الباحث عن التراث ضالته عند زيارته لسوق “النفيعة” الذي يعد من أول الأسواق التي تقام بالمحافظة, وما زال محافظ على طابعه التقليدي وبساطة دكاكينه ومعروضاته من التراث الجبلي القديم, وفي المقابل أيضا يقام سوق “حقو فيفا” الذي أقامته بلدية المحافظة وفق الطراز المعماري والخدماتي الحديث الذي يوفر الخدمات البلدية لمرتادي السوق والساحات الشعبية الواسعة التي تقام بها المناسبات والفعاليات حسب المواسم.
 
وتعمل المملكة اليوم من خلال وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة على تشكيل الرؤية السياحية الوطنية المواكبة لمستهدفات رؤيتها الطموحة 2030، حيث ستشهد السنوات المقبلة نقلة كبيرة في صناعة السياحة المعززة بتوفر بنية تحتية نوعية تشمل كل المناطق، حيث التنوع الطبيعي، والكنوز التاريخية،لذا تعد محافظة فيفاء العنوان الأجمل لقضاء أمتع الأوقات، لما بها من حضارات قديمة، وتراث غني، وثقافة متنوعة، تروي تاريخ الجزيرة العربية.
 
.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى