التقارير

التهيمية أعرق قرى واحة الأحساء

طرزت إرث حضاري وثقافي للمكان وكانت موطن الأربعين مسجداً وانفردت بآثارها الفريدة

عبدالإله الفارس / جدة – عين المملكة 

موقع القرية وتاريخيها :
التهيمية وتسمى “التيمية” قديماً وهي إحدى أقدم وأعرق القرى بالمنطقة الشرقية وتقع تحت سفح جبل الشبعان الشهير في مدينة الأحساء وتجاور جبل القارة الشهير من الجهة الجنوبية الشرقية، و تعد القرية هى موطن للعديد من مشاهير العلماء و تشتهر القرية أيضا بالعديد من المساجد و الأثار التي ترجع إلى ما يزيد عن سبعمائة عام .
وهي من أقدم القرى الأحسائية تاريخيا، حيث أشارت إليها وثائق الإرشيف القديمة سنة 979 هجرية، وكانت البلدة منتجة زراعيا وبها أنهار وجداول مياه كثيرة كنهر الشيباني والجرواني. وأخذت القرية في القرن الثامن والتاسع الهجري اسم قرية “الأربعين مسجداً” لكثرة المساجد فيها، غير أنه لم يتبق من تلك المساجد الأربعين إلا 11 مسجداً، وهي الآن بعضها مهجور ومتهدم. كما تشير الوثائق بأن هذه البلدة كانت مقرا لحامية لواء التيمية من خلال بناء قلعة محصنة بجبل الشبعان الذي يعرف الآن بجبل القارة، ومازالت آثار أسوار القلعة موجودة حتى الان ، كان الناس في التهيمية يبنون بيوتهم من صخور الجبل، ويسقفون الجدران بسعف النخيل، ولم يكن يزعجهم إلا هبوط الأمطار، حيث لم تكن السقوف تحميهم من الأمطار.
جاء عن تاريخها في تحفة المستفيد في تاريخ الأحساء القديم والجديد لابن عبدالقادر أنها منسوبة إلى بني تيم اللات بن ثعلبة بن بكر بن وائل، وذكرها المؤرخ لوريمر وقدر منازلها بنحو 255 منزلاً حينذاك ، وكانت تنسب في العصور السابقة لبني تيم بن ثعلبة، غير أن التهيمية التاريخية هجرت ولم يبق منها سوى أطلال، وتقدر مساحة الجزء المهجور بـ 11 هكتاراً فيما يحوي الجزء المأهول 80 منزلاً، ويقطنها قرابة 1000 نسمة، وهي مسقط رأس الفيلسوف المتكلم والفقيه الأصولي المحدث الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي رحمه الله، صاحب المؤلفات الكثيرة والمتنوعة في كل العلوم الإسلامية، وابن أبي جمهور ولد قبل حوالي ستمائة سنة تقريبا، حيث ولد في القرن التاسع الهجري سنة 838 هجرية، وأيضا الشيخ البويهي وغيرهم من العلماء.

المساجد التاريخية بالقرية :
تعد القرية موطناً لعدد من كبار العلماء أمثال العالم الشهير الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي بل يقال إنه اجتمع فيها في عصر ابن أبي جمهور وفي وقت واحد أربعون عالماً بارزاً يقيمون الجماعة في أربعين مسجداً مما يدل على أن البلدة كانت كبيرة جداً).سميت القرية في القرن الثامن والتاسع الهجري بقرية (الأربعين مسجداً) لكثرة مساجدها التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من 700سنة وأبرزها: مسجد التهيمية الشرقي،
مسجد التهيمية الغربي ، مسجد الوسطي ،مسجد الرسول الاعظم صل عليه واله وسلم ، المسجد الأحمر ، مسجد الزهراء (عليها السلام) ، مسجد زين العابدين (عليه السلام)

العناية بالمساجد التاريخية:
يعد البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية العتيقة أحد أبرز البرامج القائمة والفاعلة في حماية التراث العمراني حيث تم عمل مسح ودراسة وترميم وتاهيل الي عدد من المساجد الباقيه في القرية .

أسباب هجرة القرية:
هي عبارة عن هضبة صخرية في جانب وفي جانب آخر أرض ذات طبيعة مستوية لكنها ممتلئة بالنخيل ولعل هذا الوضع الطبيعي كان السبب في نزوح الأهالي وترك القرية إلى مناطق أخرى بسبب تدني الزراعة، التي كانت تعتمد عليها القرية، ولالتحاق كثير منهم بوظائف حكومية وأهلية أو في شركة أرامكو في أماكن أخرى. غير أن هناك عددا من الأهالي عاد للزراعة، حيث عرفت القرية في السابق بزراعة النخيل و انواع المحاصيل إضافة إلى انتاج العديد من الصناعات اليدوية التراثية القديمة.

عبدالإله الفارس
مختص بالاثار والتراث

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى