التقارير

بلدة النحيتية‬⁩ التاريخية بوابة منطقة حائل الجنوبية وديار الشاعر زهير بن أبي سلمى

عبدالإله الفارس / عين المملكة

موقعها الجغرافي :
مدينة النحيتية الواقعة في أقصى جنوب منطقة حائل حيث أنها تعتبر البوابة الجنوبية لمنطقة حائل وتبعد عنها حوالي 240 كم . وتبعد عن المدينة المنورة حوالي 283 كم . وعن محافظة عقلة الصقور 100 كم و بتمركزها في رأس المثلث الذي يجمع منطقة حائل ومنطقة المدينة المنورة ومنطقة القصيم و النحيتية موطن قبيلة مخلف من حرب في نجد ، وامرائها هم شيوخ شمل مخلف.وهي من أوائل القرى التي تأسست في عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود .وقد أطلق اسمها على أحد الشوارع في مدينة الرياض

ديار الشاعر زهير بن أبي سلمى :
النحيتية كانت قديما تسمى النحائت ، وهي مجموعة من الآبار المنحوتة القديمة منذ العصر الجاهلي , حيث كانت منازل الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى ولا زالت بعض هذه الآبار موارد للمياه حتى اليوم والبعض الآخر تم الكشف عنه مؤخرا حيث وجدت مدفونة تحت الأرض ، وقد ذكرها زهير بن أبي سلمى حين قال .
قفراً بمندفع النحائت مــن
ضغو آل الضـــال والسدر
وكانت النحائت ضمن بلاد غطفان حيث عاش الشاعر زهير بن أبى سلمى بينها وبين الحاجر البعائث حيث أخواله هناك ، ثم تعاقبت عليها الأجيال والأجيال حتى نزلها الشيخ غادن بن مهمل المخلفي المكنى أخو منيرة.

تأسيسها بالعهد السعودي ونهضتها :
وقد تأسست مدينة النحيتية في عام 1343هـ. بموجب الوثيقة المعطاة من المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود لأميرها دبيان بن غادن شيخ مخلف من حرب .
” بسم الله الرحمن الرحيم 
من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى من يراه من طوارفنا ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ذلك من قبل القلبان المسماة النحيتية أمضيناها لدبيان بن غادن إذا كان ماهن ملك لأحد  ولا على أحد منهن مضرة يكون معلوم 1343 هـ”
وقد أستلم أميرها دبيان بن غادن من الملك عبد العزيز رحمه الله راية الملك عبد العزيز واشترك دبيان بن غادن في بعض المعارك التي خاضها الملك عبد العزيز آل سعود لتوحيد البلاد 
وقد شملتها النهضة الحضارية في العهود المتوالية لحكام هذه البلاد المباركة ، وبها العديد من المرافق الحيوية الهامة، ويتبعها أكثر من 20 قرية وهجرة بالإضافة لكونها البوابة الجنوبية لمنطقة حائل، ومازالت الدولة رعاها الله تولي هذا البلد المعطاء اهتمامها الدائم ممثلة بأمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن ونائبه رعاهما الله ووفقهما لكل ما فيه الخير لرقي هذا البلد حيث الخدمات المتوالية وشبكات الطرق الحديثة والتي يجري العمل على إنشائها حاليا.

الحياة الاجتماعية والثقافية:
تتميز بنمط خاص في هذا الجانب لايسبر غوره ويكشف سره إلا من عاشه وتلذذ بروعته وبساطته ، وهذا بحكم الدائرة الضيقة للمجتمع حيث الترابط والتكاتف ، وأهل المناطق الصغيرة لديهم ميزات يتميزون بها عن غيرهم من أهل المجتمعات الكبيرة وأهل البادية فهم خليط فكري بين هذا وهذا ، فأثر الحضارة تجده وأثر البادية تجده فخرجوا بخلطة نفيسة ومعيشية متوسطة
فيها الكفاية لهم ، حتى أصبحت الراحة النفسية والترابط الأسري عنوان دائم لمعيشتهم.
الحركة الثقافية – في النحيتية – قديمة جدا تكاد تلامس حقبة التأسيس حيث كانت الدولة ترسل إلى المناطق النائية أهل العلم لنشر المعرفة
ومن هؤلاء الشيخ – صالح العميل – رحمة الله عليه حيث كان من المؤسسين لهذه الحركة، وتطورت هذه الحركة مع إنشاء المدارس وأخذت تنتهج أساليب شتى ، فأصبح هناك قنوات متعددة لهذه الحركة التي بدأت تؤتي ثمارها ،حيث الأنشطة الدائمة والمحاضرات الدينية والتثقيفية وكذلك الأنشطة الاجتماعية والطبية والتي تتمثل في نشر الوعي الصحي بين السكان والمناطق المجاورة منذ فتح المركز في ذلك المبنى الطيني قبل عشرات السنين وحتى اليوم ، وأما المدارس فقد أخذت على عاتقها النصيب الأكبر في التعليم والتثقيف والترفيه وذلك بالأنشطة التي كانت تلقى نجاحات كبيرة لما تتمتع به من خصوصية ، حيث المثابرة الدائمة والمستمرة على هذا المنوال حتى جنت ما زرعته في الماضي فأصبح أبنائها اليوم يشغلون مناصب عليا في خدمة بلادهم ، ووصلة هذه الحركة إلى تغطية الاحتياج المحلي بنسبة تتجاوز 90% من أبنائها في المرافق التعليمية والخدمية.

مختص بالاثار والتراث
عبدالإله الفارس

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى