التقارير

الدرعية منارة العلم وبوابة الثقافة والتراث

أسيل رئيس / مكة المكرمة- عين المملكة

لكل مدينة حكايتها التي ترويها لنا من خلال أزقتها ومبانيها وتفاصيلها الصغيرة التي تصبح جزء لا يتجزأ من هويتها، وهكذا هي الدرعية التي ما أن تتجول في شوارعها ترى الحكاية أمامك وكأنها فيلم سينمائي تستمتع بأحداثه وتتشوق لمعرفة نهايته.

فقد شهدت الدرعية أحداث تاريخية ولعبت دوراً مهماً فيه، فهي العاصمة الأولى للدولة السعودية وملتقى قوافل الحجاج والتجار وزاخرة بالتراث العريق، وانطلاقا من هنا جاء اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله بالدرعية، فأولاها اهتمام كبير باحتضانها  أهم المشاريع التنموية، لتدخل الدرعية التاريخية كأحد أهم معالم المملكة المعترف بها في اليونسكو عام ٢٠١٠.

تقع الدرعية على أطراف الرياض وضفاف وادي حنيفة، ويعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر للميلاد كما تمتاز بطرازها  المعماري الأثري وجدرانها الطينية المقوسة، ومن أهم معالم الدرعية حي طريف الذي كان مقراً لحكم الدولة آنذاك، ويضم الحي حالياٌ عدداٌ من المتاحف من أبرزها متحف الدرعية ومتحف الخيل العربي والمتحف الحربي، وجامع الإمام محمد بن سعود الجامع الكبير.

كما يعد حي البجيري أحد أهم الوجهات السياحية في المنطقة، وهو الحي الذي يتواجد به بيت الأمام محمد بن عبد الوهاب، وبالتالي يمتاز هذا الحي بأزقته الملتوية وبيوته الطينية المنخفضة، بالإضافة إلى احتواء شوارعه على بعض محلات الحرف التقليدية مثل النسج والخطّ، وتنتشر العديد من المقاهي والمطاعم لتقديم المأكولات المحلية العريقة إلى جانب متاجر الهدايا التي تقدم خيارات متنوعة وبديعة، ويخضع الحي لأعمال تطويرية ضمن مشروع ضخم يهدف إلى جعل الدرعية مركزاً ثقافيا وتراثياً يشار إليه بالبنان.

وتشرف على الدرعية هيئة تطوير بوابة الدرعية التي تأسست عام ٢٠١٧، والتي تعمل على تطويرها لاستقبال الزوار، بالإضافة إلى عدة مشاريع من أبرزها مشروع بوابة الدرعية الذي افتتحه الملك سلمان حفظه الله في شهر نوفمبر عام ٢٠١٩م، وقد خصص له خادم الحرمين الشريفين مبلغ ٦٤مليار ريال، وذلك لبناء مجتمع حضاري تقليدي متعدد الاستخدامات ممتداً على مساحة سبع كيلومترات مربعة، ويضم المشروع خمسة أماكن مميزة للتجمع والاكتشاف تشمل “ميدان الملك سلمان” الذي يقع في الجهة الشمالية، ويمثل أكبر منطقة للتجمع في بوابة الدرعية، “مدرج سمحان” في منتصف الطريق الممتد على طول الجرف، بجوار منطقة التجزئة على الجانب الغربي لبوابة الدرعية، “ميدان النصب التذكاري لأبطال المملكة” يتوسط بوابة الدرعية ليربط بين شرق وغرب البوابة ويجاور منطقة أنماط الحياة الجديدة، ” ميدان المسجد” على طول طريق المعبد ويمثل نقطة الوصول إلى مسجد الملك سلمان، ” ميدان القرية التاريخية” في الطرف الجنوبي للقرية التاريخية.

وبهذا الجهد الجبار والعمل الدؤوب ستصل الدرعية بعون الله لتصبح معلماً تراثيا عالمياً يفد إليه الزوار من جميع الأقطار، عاكسة ملامح الحياة الشعبية للملكة العربية السعودية، لتروي تاريخها على لسان أثارها ومتاحفها، مخلدة بذلك الماضي وراسمة خطوط الحاضر والمستقبل. 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى