التقارير

“قلعة تبوك الأثرية”

عبدالإله الفارس / عين المملكة

هي إحدى محطات طريق الحج الشامي الدي يربط بين الشام والمدينة المنورة حيث يتكون من قلاع ومحطات تبدأ من الحدود الاردنية وحتى المدينة المنورة .
يعود تاريخ بناء القلعة إلى عام ٩٧٦هـ ولقد أعيد ترميمها في عهد السلطان محمد الرابع حيث أدخلت تجديدات على بلاطات خزفية مازالت موجودة في مدخل القلعة يعود تاريخها لعام ش١٠٦٤هـ ، ثم أعيد ترميمها وتجديدها بالكامل مرة أخرى في عهد السلطان عبدالجيد بن محمد في عام ١٢٥٩هـ، وقد وضع بمحراب المسجد نقش خاص بهذه الذكرى، ثم جُددت القلعة في العهد السعودي عام ١٣٧٠ هـ وأجريت عليها ترميمات شاملة عام ١٤١٣هـ من قِبل وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف سابقاً. وكان للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني دور هام في تجديد القلعة قبل سنوات وتأهيلها لتصبح الان متحف قلعة تبوك الأثرية وتضم العديد من القطع الأثرية والتراثية المعروضة ، ومفتوح لاستقبال الزوار على مدار الاسبوع من الساعه ٨ صباحاً وحتي الساعة ٨ مساءاً.
تتكون القلعة من دورين، يحتوي الدور الأرضي على فناء مكشوف وعدد من الحُجرات ومسجد وبئر وهناك سلالم تؤدي إلى الدور الأول ومسجد مكشوف مسجد صيفي وحجرات وكذلك سلالم تؤدي إلى الأبراج التي تستخدم للحراسة والمراقبة
وخلف القلعة توجد البرك السلطانية التي تتميز بدقة بناءها وتتكون من بركتين احداهما مربعة والأخري مستطيلة البناء .
(عين السكِرِ )المعروفة بعين تبوك وتقع بالقرب من البرك السلطانية خلف القلعة الأثرية ويعود تاريخ العين إلى فترة بعثة الرسول صلى الله علية وسلم واستمرت منذ ذلك التاريخ حتى الآن، أخرج مسلم بن الحجاج في صحيحه عن معاذ بن جبل أنه قال: خرجنا مع رسول الله سنة غزوة تبوك، فكان يجمع الصلاة، فصلى الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا، حتى إذا كان يومًا أخر الصلاة، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعًا، ثم دخل، ثم خرج بعد ذلك، فصلى المغرب والعشاء جميعًا، ثم قال: «إنكم ستأتون غدًا، إن شاء الله، عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئًا حتى آتي»، فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، قال: فسألهما رسول الله
 : «هل مسستما من مائها شيئًا» قالا: نعم، فسبهما النبي ، وقال لهما ما شاء الله أن يقول، قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلًا قليلًا، حتى اجتمع في شيء، قال: وغسل رسول الله فيه يديه ووجهه، ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء منهمر أو قال: غزير – شك أبو علي أيهما قال – حتى استقى الناس، ثم قال: «يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة، أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانًا».
وتجسد القلعة أصالة تاريخ شمال السعودية، وتُعد شاهدًا وصرح وإرث حضاري في منطقة تبوك.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى