التقارير

رحلة إلى شاطئ “الرايس” الفيروزي

إسيل الريس / عين المملكة

في السفر و الترحال تأمل في عظمة الله وترويح عن النفس ورياضة للبدن والعقل واطلاع على الأحوال واكتشاف للمجهول. وما أن تنتهي الرحلة السابقة نبدأ في التفكير أين ستكون الوجهة القادمة؟ وبما أننا مجموعة مستكشفين فإننا نبحث دائمًا عن وجهة جديدة في المملكة سواءً كانت برية أو بحرية، فكل منطقة من مناطق المملكة تختلف بطبيعتها عن الأخرى. ولا شك أن المناطق الساحلية على شاطئ البحر تختلف سواءً من ناحية لون البحر أو الجزر أو الشعب المرجانية وأنواع الكائنات البحرية الموجودة فيها.

وكنا قد سمعنا عن بلدة “الرايس” سابقاً، إلا أننا لا نعرف عنها الكثير سوى أنها تقع شمال مدينة جدة. فقمنا بالبحث أكثر من خلال موقع خرائط الجغرافية لنتأكد من معرفة كم تبعد عن مدينة جدة وعن وجود مرسى لإيجار القوارب. ولأنها مدينة صغيرة فلم نجد معلومات أو صور كافية.

جمع المعلومات والتخطيط

غالباً عندما لا نجد المعلومات الكافية عن وجهتنا في المواقع الإلكترونية نقوم بالاستعانة بالمتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبالفعل حصلنا من خلالهم على ما نحتاجه من معلومات حيث كان من بين المتابعين من يسكن “الرايس”، فقمنا بسؤالهم عن كل ما نحتاج من معلومات: هل شواطئها مناسبة للسباحة أم لا؟ هل الشاطئ بحالة جَزر في موعد الرحلة؟ ما هي الأماكن المناسبة للتخييم فيها؟ هل يوجد مطاعم مناسبة؟ وغير ذلك من الأسئلة التي حصلنا على إجابتها، ومن ثم تواصلنا مع حرس حدود الرايس لنتأكد إذا كان مسموح بالقيام بالرياضات البحرية هناك، ومن ثم حددنا تاريخ وموعد الرحلة. 

قبل موعد الرحلة قمنا بتجهيز عدة التخييم المعتادة، وجهزت حقيبة الظهر التي تحتوي على جميع احتياجاتي الأساسية لرحلات التخييم بالإضافة إلى بدلة السباحة وأدوات السنوركل، ومن ثم ذهبنا لشراء مستلزمات الرحلة من أكل وشرب وغير ذلك.

وفي يوم الرحلة انطلقنا باكراً لنصل في النهار ونقضيه كاملاً على الشاطئ، وفي الطريق تم شراء طعام الفطور وتناولناه بالسيارة لكسب الوقت، ووصلنا بعد ساعتين ونصف إلى مركز حرس الحدود في الرايس لاستخراج تصريح التخييم كإجراء سلامة روتيني، ثم اتجهنا إلى مكان التخييم الذي نصحنا به أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي-منطقة الراس الأبيض- والتي بسبب جمالها وصفاء مياهها أصبحت حالياً من نقاط التوقف في رحلات كروز البحر الأحمر التي انطلقت مؤخراً في السعودية.

التخييم في الشواطئ البكر

عندما وصلنا قمنا بنصب الخيام والمظلة والكراسي، وتجهيز الأطعمة بصفة عامة وثلاجة المياه والعصيرات، وبدأنا بالسباحة والتشميس. ولعل أول ما لفتنا في هذه الرحلة شواطئ الرايس النظيفة ومياهها الشفافة والنقية، كما أن شواطئها مليئة بالأصداف الكبيرة الحجم التي لا نجدها غالباً في الشواطئ المعروفة، لأن البعض مع الأسف يأخذونها وهذا يعتبر مخالف لقوانين الحفاظ على البيئة.

الظهيرة ووقت التعارف

عندما اشتدت حرارة الشمس في الظهيرة جلسنا تحت المظلة “جلسة تعارف” مع الأصدقاء الجدد الذين انضموا إلينا في هذه الرحلة، وبعد ذلك لعبنا ألعابا جماعية من بينها كرة طائرة، ثم بدأنا بالتحضير لوجبة الغداء الرسمية، ومن ثم تناولنا الفواكه المنعشة في الحر كالبطيخ والخربز والمنجا وأكملنا فعالياتنا على الشاطئ من سباحة وكرة بالإضافة إلى الدردشة، وبعضنا أخذ قيلولة ثم استمتعنا بلحظات الغروب.

الليل وروعة الأجواء

عندما حل الليل تناولنا وجبة العشاء والتي اشتملت على مشاوي ومقبلات، اشتد البرد والريح حينها أشعلنا الحطب وجلسنا حول النار لنستمتع بعزف أحد الأصدقاء على الغيتار والغناء تحت السماء المزينة بالنجوم وهذا بالنسبة لي يمثل الجزء الأكثر متعة في رحلات التخييم، ينام أغلب الأشخاص ويتبقى عدد قليل في الجلسة وتصبح الأجواء هادئة ودافئة فيبدأ كل شخص يحكي مواقف وأسرار لم يشاركها مع أقرب الناس له من قبل، وبعض الأحيان نحكي قصصًا ومواقف مخيفة بعض الشيء عن الجن وغير ذلك حتى يغلبنا النعاس فيذهب كل شخص إلى النوم.

  

السباحة وركوب القارب

استيقظنا في تمام الساعة السادسة صباحاً، وجمعنا أمتعتنا واتجهنا إلى المرسى ومقابلة ذلك المسؤول عن الأبوات الذي حجزنا رحلة معه، واستخراج تصاريح رحلة القارب وانطلقنا، وخلال رحلتنا البحرية تفاجأنا بوجود جزر رائعة في الرايس ولكن تُمنع زيارة هذه الجزر فمررنا من جانبها فقط. ومن ثم لممارسة السباحة تناولنا بعض الأطعمة المعدة سابقا لوجبة الفطور في القارب حتى وصلنا إلى منطقة يطلق عليها سكان الرايس “المسبح” بسبب لون مياهها “التركوازية” الفاتح وأرضيتها الرملية وانخفاض مستوى المياه فيها بحيث يمكنك الوقوف. ومن شدة الروعة والمتعة في السباحة تمنينا بعمق أن تطول مدة الأقامة.

دعوة وضيافة 

وقبل المغادرة عرض علينا صاحب البوت أن يستضيفنا في استراحته لتناول طعام الغداء، كان عرضًا رائعًا خاصة بعد مجهود البحر وحرارة الشمس، وفي نهاية المطاف التقطنا صورة جماعية ختامية  وعدنا إلى جدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى