التقارير

ماذا تعرف عن سوق “السبت” الشعبي في منطقة الباحة

ياسمين الحمراني / جدة – عين المملكة

سوق”السبت” المتعارف عليه في جنوب المملكة وتحديدا في منطقة الباحة، ويقام في موعده من صباح كل يوم سبت، والذي يعود تاريخه إلى ما يزيد عن أربعة قرون.

قبل النهضة الحديثة للمملكة العربية السعودية، وتحديدًا في مجال التجارة، كانوا التجار قديماً يعانون في عرض بضاعتهم وبيعها، حيث كانت هناك أسواق تُقام وتُوزع على عدد أيام الأسبوع، من يوم السبت إلى يوم الخميس، وتُنظم على حسب المناطق بالتوالي حيث يسافر التاجر خلال أيام الأسبوع بمشقةٍ، متنقلاً ببضاعته في كل يوم مكان، يبيع ما قسمه الله له من رزق للمتسوقين من أهالي تلك المنطقة وما جاورها.

وازدهرت التجارة حديثاً، وتعددت المحال والأسواق في المملكة، وفي منطقة الباحة خاصةً، فإن الأسواق الشعبية القديمة فيها لا تزال تتميز بأصالتها العريقة حتى الوقت الحاضر، محتفظةً بمكانتها في قلوب الكثير من أهالي المنطقة، أو الذين يأتون من خارجها نظراً لخصوصية معروضاتها، التي تحاكي الكثير من تراث المنطقة الذي صنعه الآباء والأجداد.

أما عن سوق “السبت” الذي يُقام بمحافظة بلجرشي، وهو أشهر تلك الأسواق، والذي يعود تاريخه إلى ما يزيد عن أربعة قرون، حيث كان قديماً المنظمون يراقبون الأسعار، ويحلون الخلافات بين التجار، وفي فجر صباح يوم السبت يلقي أحد مشايخ القبائل، أو ممن يجيدون الخطابة من على سطح أحد الدكاكين خطبه بليغة، يبدأها بحمد الله تعالى، ويذكر الناس بقوانين السوق، ثم يتناقلون أخبار القرى، وكانت بمثابة قناة إعلامية لتثقيف الناس وتوعيتهم.

سوق”السبت” لا يزال محتفظا بهويته ويقام في موعده وبمسماه، ويقع في مكان متسع يتوسط الدكاكين الصغيرة، المخصصة لبيع القماش والحلي والعطور، إلى جانب بيع الجنابي والسكاكين، وأخرى للصاغة من تجار الحلي، ويعرض السوق الذي يرتكز على الباعة من أهالي المحافظة، إلى جانب توافد العديد من الباعة من مختلف محافظات المنطقة ومن خارجها، منتجاتهم المختلفة من الفواكه، والخضراوات، والعسل، والسمن، والتمر، والأواني النحاسية القديمة، أيضاً مستلزمات النساء من الحلي والملابس، والمشغولات اليدوية، والتي بدورها أتاحت للعديد منهن مصدر رزق، حيث يعرضن ما لديهن منها، ايضاً للمأكولات الشعبية القديمة نصيب، وخاصة الغلف وهو نبتة ذات اوراق عريضة، تطبخ في الماء ومذاقها حامض، ولها زبائن كثر . فهدة البسطات النسائية تبرز الدور الحيوي للمرأة في السوق من خلال البيع والشراء. كما يجد الزائر بائعي الكادي والريحان الذين لا يجدهما سوى في هذه الأسواق وخصوصاً لما يتمتع به الكادي والريحان من إقبال, وذلك لرائحته العطرة التي كانت تستخدم كرائحة طيبة لتعطير الملابس في السابق، إلى جانب تجار السمن والعسل البلدي، الذين يعرضون أجود أنواع السمن والعسل في هذا السوق.

وبالرغم من توفر جميع ما سبق في مكان واحد، الا ان للمتسوق فرصة شراء ما يريد من الأسواق الشعبية، نظير الأسعار الرخيصة التي تميزها عن غيرها, والتي تتناسب مع أصحاب الدخل المحدود، وايضاً يعود بالنفع للتجار بربح ودخل جيد .

وبذلك فإن “سوق السبت” في منطقة الباحة، وتحديدًا “بلجرشي” باقياً محافظا على أصالته ومازال يشهد إقبالًا كبيرًا خاصة في مواسم الاعياد والصيف وعلى مدار العام والسوق مفتوح لجميع الزوار من داخل المنطقة وخارجها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى