التقارير

قريات الملح.. قصة تاريخية وقيمة اقتصادية

عواطف الغامدي/ الرياض – عبن المملكة

تتمتع عدد من المواقع الأثرية في محافظة القريات بالأهمية التاريخية، ضمن شواهد تتحدث عن حضارات متعاقبة على مر العصور، وتمتلك الكثير من المقومات السياحية ولديها عدد كبير من فرص الاستثمارات السياحية وخصوصا عدد من المواقع الأثرية مما يؤهلها أن تكون مدينة سياحية أثرية.

وأكثر ما كانت تشتهر به في الزمن القديم الملح ولذلك سميت «قريات الملح» حيث اعتبرت من أقدم الصناعات المعدنية، التي تم استخراجها من البحر أو الأرض، وإنتاج المواد الكيميائية منه بطرق مختلفة، ويدخل في الكثير من الاستخدامات، في حفظ الأغذية إلى إزالة الثلوج من الطرق.

ويعد الملح سلعة ذات قيمة عالية في عصور ما قبل التاريخ، وكانت هناك طرق تجارية مُخصصة له، لذا اكتسبت القريات قيمة اقتصادية وتجارية كبيرة منذ القدم، لإنتاجها الملح من باطن تربتها بكميات كبيرة، وكان قبل توحيد المملكة يصدَّر إلى سورية والأردن وفلسطين شمالاً والعراق شرقاً وأجزاء من الجزيرة العربية.

ولما لهذه الصناعة من أهمية كبيرة في العديد من الحضارات القديمة، فإن الملح هو أقدم تجارة عرفتها القريات منذ القدم، حتى أصبح الملح مرادفاً لاسمها، نظرًا لكثرة الملح فيها ولطبيعة أرضها الملحية وكان يطلق عليها قديما اسم النبك الفوقي، بالإضافة إلى صناعة الملح، حباها الله بالملح والتمر أيضا، مما أدى إلى نشاط الحركة التجارية فيه، فيعد من الصادرات المهمة لأنه ملح طبيعي لا تدخل في مكوناته أي مواد حافظة أو صناعية وكان يغلب الطلب عليه عن غيره من الملح ، فأصبح دخلا إضافيا، حيث يباع المد من الملح بمد من القمح، فأصبح التجار يتسابقون في الدول المجاورة للحصول على ملح القريات وقوافل القريات تسير وبينهم من ينشد :

من كاف سقنا زواملنا

متنحّره صوب حوراني

ومن مملحة كاف حملنا

ملح على الكيف يا فلاني

بالتمر والملح بدّلنا

طعام للضيف والعاني

عيشة وزا … مير ما بخلنا

كلٍ على الطيب شفقاني

بروس الرفاعه منازلنا

ما نختفي لو الدهر شاني

هذي فعايل أوايلنا

ومعنا دليلٍ وبرهاني

ومن حيث الجودة وكثرة الطلب على ملح القريات دعا لفرض رسوم جمركيه على القوافل التي تحمل الملح الذي كان ينقل على ظهور الإبل على شكل أحمال، وفي الأعوام الأخيرة، كانت هناك فكرة بإقامة متحف نوعي للقريات بمسمى «متحف الملح»، يتم إبرازه تاريخياً لقيمته الاقتصادية وتسويقه كمنتج وجذب المستثمرين للاطلاع على طبيعته وكمياته، ليس هذا فحسب بل يوجد بالقريات مناطق أثرية وتاريخية مهمة، إضافة إلى أن هناك مشروع سياحي يتضمن مواقع التراث الوطني والقرى التراثية ومواقع الجذب السياحي، وذلك بإقامة منتجعات سياحية تخدم المسارات السياحية لمحافظة حدودية، وبها مواقع تاريخية، مؤهلة لتنمية الصناعة السياحية الوطنية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى