التقارير

(مباني التراث العمراني “وسط تيماء القديمة” المحافظة عليها من الاندثار إلى الازدهار)

عبدالإله الفارس / عين المملكة

الهوية الثقافية لتيماء :
تيماء الأثرية والواقعة بمنطقة تبوك أحدى الرموز الحضارية والتاريخية بمواقعها ومعالمها وحين نبحر في اثارها يخطر في ذهناً فقط بانه تملك بئر هداج الشهير وسور تيماء الشامخ وقصر الأبلق ” السمؤال” وقصر الحمراء الأثري وقصر الرضم الأثري وملوك عاشوا فيها منذ القدم ومعالم تعود لما قبل الميلاد .

التراث العمراني والهوية الثقافية بتيماء :
يعد التراث العمراني أحد الرموز الأساسية لتطور الإنسان عبر التاريخ، ويعبر عن القدرات التي وصل إليها الإنسان في التغلب على بيئته المحيطة، والتراث يعني توريث حضارات السلف للخلف ولا يقتصر ذلك على اللغة أو الأدب والفكر فقط، بل يعم جميع العناصر المادية والوجدانية للمجتمع من فكر وفلسفة ودين وعلم وعمران ويعتبر العمران أحد أهم العناصر الأساسية للتراث ويتميز عن غيرة من العناصر التراثية بوجوده المادي مجددًا بذلك وجود حضارات الأجيال السابقة بصورة مباشرة لا تقبل الشك أو الجدل. كما يبرز تتابعًا لتجارب وقيم حضارية واجتماعية وثقافية ودينية بين الأجيال.
ولأهمية التراث العمراني بتيماء وتنوعه في البلدة القديمة الذي يحتاج الي اهتمام وتأهيل وترميم والتواصل مع أصحاب تلك المعالم التي مازالت باقية و شامخة حيث يظل التاريخ حياً إذا تم الاعتناء بتفاصيله، ويندثر إذا تم تجاهله فالتاريخ ليس حروفاً مدونة في الكتب بل قائم يتنفسه الناس في تفاصيل المباني وتنوع بنائة والتي تحكي عن عظمة الآباء والأجداد الذين تركوا لنا إرثاً حضارياً يمثل تجاربهم في حياتهم اليومية ليصبح هذا الإرث الحضاري وجهة سياحية محببة لأغلب الناس كما سوف يصبح مقياساً لحضارة البلدة وكما بات مطمع ومورداً مالياً للخزينة العامة والمستثمرين.

مباني ومعالم التراث العمراني الباقية :
الكثير لا يعلم بأن تيماء تحتضن تراث عمراني فريد ويُمثّل كل واحد منها تلك المباني مشهدًا في الإبداع والرؤى الفنية الجمالية والعناصر المعمارية حيث يعود بعضها لـ 200 عام ومن تلك المباني قصر الرمان التاريخي وقصر الطلق التاريخي وسوق الناجم التراثي وبيت العبدالله التاريخي وبيت المخلف التراثي وقلّعة الشهوان التاريخية وقلّعة مبرك وقلّعة على ابن رمان التاريخية وبيت الناجم التراثي وبيت الصعب التراثي وغريس الطارب التاريخي ومساجد تاريخية كمسجد البريذع ومسجد السيفية تلك المباني التراثية الطينية مازالت شامخه وباقيه وتمتاز بتصاميم معمارية فريدة شكلت مع النخيل والمزارع المحيطة مناظرًا في غاية الجمال والروعة.
لذا تيماء تمتلك مخزون في التراث العمراني الفريد الذي يعكس جوانب حضارية وثقافية من تاريخها ونامل تكاتف الجهود للحفاظ على الهوية التراثية للبلدة القديمة وماتبقي من عمران للمعالم التاريخية وبحاجة اهتمام قبل اندثارها لكي نسعى لإبرازها ، حيث وتعتبر المملكة إحدى الدول الغنية بتراثها العمراني والتي واكبت التوجهات العالمية نحو توطينه والمحافظة عليه والاهتمام به، وذلك عبر مبادرات ومشاريع حكومية على مستوى مناطق المملكة لتحقيق رؤية ٢٠٣٠.

المحافظة على مباني التراث العمراني :
هناك العديد من التجارب الناجحة بالمحافظة على التراث والتي تؤكّد على إمكانية القيام بذلك والجمع ما بين الأصالة والمعاصر بأنه لابد من تطوير وتأهيل وترميم تلك المباني والمعالم الباقية بالبلدة القديمة بتيماء فالثبات حالة غير صحية إلا أن هذا التطوير يجب أن يكون وفقاً للحفاظ على الأصالة وجماليات التراث وعناصرة فلا يمكن التخلي عن مثل هذه القيم خاصة بأن هذا الحفاظ متعارف عليه عالمياً فيتم الحفاظ على التراث حيث أن توجه الكثير من الأفكار التجارية كمشاريع المقاهي الشبابية والمجالس إلى ابراز نشاطها من خلال التراث الشعبي حالة ايجابية إلا أنها لو كانت في المواقع التراثية نفسها سيكون ذلك أكثر جدوى بدل أن تكون مباني تراثية تعطي الصبغة الخارجية، فالأماكن التراثية تحمل الهوية الوطنية والتاريخ بخلاف المقاهي الشعبية حتى لا يشعر الفرد بأنه يجلس في مكان تراثي لا يحمل سوى الشكل من ذلك التراث بل يجب أن يشعر بالمضمون وأن يستشعر الفراغات الحقيقية من العمارة التقليدية والتراث العمراني .
وأن تقوم هيئة التراث الوطني بوزارة الثقافة بترميم وتأهيل بيوت البلدة الباقية ، أو جزء منها بعد أخذ الإجراءات اللازمة وموافقة اصحابها ، وبهذا تكون البلدة مكان سياحي يجمع المواقع الأثرية والتراثية ويتم استثماره من قبل الافراد او احد الجهات الحكومية وتصبح المباني رافداً سياحياً للمنطقة، ولعل في بعض الأحياء بالمناطق الاخرى نموذجاً للعناية بالتراث العمراني الوطني، وبهذا نكون حافظنا على أحياء «وسط البلدة القديمة في تيماء » والتراث المعماري فيها، ويصبح لدينا قرية تراثية سياحية متكاملة، تجمع الماضي بالحاضر.

مختص بالاثار والتراث
تصوير / عبدالإله الفارس

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى