التقارير

أبار قديمة ذات صلة وثيقة بزمن الحبيب صلى الله عليه وسلم

أبار عتيقة باقية كأثر لخير البشر في دار الحبيب

محمد الحنيني/ المدينة – عين المملكة

بئر سلمان الفارسي (بئر الفقير)
بئر الفقير مرتبطة بقصة سلمان الفارسي زارها النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصل المدينة حينها استرق سلمان رضي الله عنه عند بعض اليهود وقد كان سلمان يعرف بعض ارهاصات النبوة مثل أن النبي يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، وبين كتفيه ختم النبوة فبعد أن أسلم سلمان جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليهودي لعتق سلمان فطلب منه اليهودي غرس 300 نخلة و40 أوقيه ذهب فكان له ذلك وعتق سلمان بها ويتضح من القصة أن المنطقة كانت مليئة بالنخل في وقتها حيث غرسها عليه أفضل الصلاة والسلام بيديه الشريفتين وأثمرت في أقل من مدتها ولكن لا يوجد حاليا أي نخلة تمد لذلك التاريخ بصلة في المنطقة نفسها وإنما بقية البئر على أثرها القديم فقط.
وقد ارتبطت البئر بقصة “مخيريق” من الصدقات النبوية يوم أحد، حيث أخبر مخيريق اليهود بأن النبي محمد على حق وأنه لابد من نصرته وقال إن أموالي لرسول الله، وتعرف الأن بالصدقات النبوية من ضمنها الفقير بئر سلمان الفارسي.

بئر غرس
غرس بضم العين وإسكان الراء وسين مهملة وقيل الأصوب فتح العين وإسكان الراء ومعناه الفسيل أو الشجر الذي يغرس لينبت.
وردت في سنن ابن ماجة بسند جيد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا أنا مت فاغسلني من بئري بئر غرس بسبع قرب لم تفك أوكيتها)، وإضافتها إليه يدل على أهميتها.
وقد كانت المدينة تعتمد قديما في شربها على مياه الأبار، وكانت الأبار العذبة قليلة تعد على الأصابع عندما جاء إليها النبي صلى الله عليه فكانت هناك بئر تسمى بئر روما، وهي أعذب أبار المدينة وكانت ليهودي وكان يبيع القربة منها بسعر غالي وقال النبي صلى الله عليه وسلم من يشتري روما بعين في الجنة فشترها عثمان رضي الله عنه وهي تقع في الجرف.
قيلعن بئر غرس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى إليها وشرب منها ومزج ريقه فيها وأهدي له عسل فمزجه بها، وفي رواية النبي كان عنده عبد أسود اسمه رباح الأسود كان يأتيه بالماء من بئر غرس ومن بئر السقيا، وتعود بئر غرس لرجل من بني عمر بن عوف يسمى سعد بن خيثمه رضي الله عنه، وفي رواية قال النبي أنه رأى في المنام كأنه أصبح على عين من عيون الجنة وكانت بئر غرس.
بئر غرس جف ماؤها من خمسين سنة وقل استعمالها وقد بنت حكومتنا الرشيدة عليها سور خشية أن يقع فيها أحد.
وعمقها 20متر وقفها عرضه5أمتار وهي تعود لوقف آل ضافر وقيل الشاوي وهي الأن تعود لهيئة السياحة والآثار وتقع في منطقة قربان إلى الجنوب من المسجد الحرام وتبعد عنه كيلوين متر ونص كيلو إلى الشمال الشرقي مسجد قباء وإلى الشرق وادي بطحان.
وقد شرب النبي صلى الله عليه وسلم منها وتوضأ وأرهق باقي الوضوء فيها وكان يستعذب له ماؤها.
وهي مبنية من حجارة الحرة وقد كان يملكها الصحابي سعد بن خيثمة رضي الله عنه، وهو الذي كان يقيم النبي صلى الله عليه وسلم أياما بمنزله بقباء قبل بناء بيته في المدينة.
وروى ابن سعد في طبقاته برجال الصحيح عن أبي جعفر الباقر بن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم قال (غسل النبي ثلاثة غسلات بماء وسدر وغسل في قميص من بئر غرس).
وكان الماء موجود بها إلى عهد قريب في عام 1378ه فزارها الشيخ غاية ألأمين رحمه الله المتوفى سنة 1409ه مؤلف كتاب الدر الثمين في معالم دار الأمين صلى الله عليه وسلم، ويقول شرب من ماءها الملح نوع الماء وقيل إن في ماءها مادة معدنية تداوي المغص وآلام المعدة وكان ماؤها يغلب عليه اللون الأخضر إلا أنه طيب عذب وصفها عدد من المؤرخين قال ابن النجار المتوفى سنة 643ه في كتابه الدرة الثمينة (وفيها ماء أخضر إلا أنه عذب طيب وريحه الغالب عليه الأجون) ثم خربت هذه البئر في عهد المؤرخ ابن النجار، وقال (وقد خربها السيل وطمها لأنها كانت تقع بجوار وادي بطحان).
وقال المطري المتوفى سنة741ه في كتابه التعريف بما أنسة الهجرة بمعالم دار الهجرة (وماؤها يغلب عليه الخضرة وهو طيب عذب).
ثم جددت في عهد المؤرخ المطري بعد عام 700ه كما أخبر وقال (وكانت قد خربت فجددت) ثم خربت بعد المطري وجددت في عهد السمهودي 882ه وقد وصفها (أنها كانت داخل حديقة ولها درج ينزل إليها من داخل الحديقة وخارجها وبجانبها مسجدا لطيفا)، وتقع في منازل بني النضير في العالية شرق مسجد قباء على بعد 1500 متر تقريبا عنه.
وهي حاليا بجوار مدارس الشاوي الأهلية في طريق يربط بين قربان والعوالي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى