التقارير

” قصر العان التاريخي”

انفرد بطراز وتراث عمراني فريد وإرث حضاري وثقافي شامخ

عبدالإله الفارس / الرياض – عين المملكة 

المقدمة :
تضم منطقة نجران العديد من القلاع والقصور الأثرية والتاريخية، التي تشكل إرثًا تاريخيًا عريقًا على مر العصور، ومعلمًا بارزًا من معالم الحضارة النجرانية، تمثل في طياتها هوية المجتمع النجراني وقيمه وتقاليده التي يعكس تفاصيلها الظاهرية الشكل العمراني لهذه المباني في القرون السابقة.
وتحتفظ منطقة نجران بتراثها العمراني الفريد والمتنوع في الشكل وفي طريقة البناء والزينة والمسميات التي يعود بعضها إلى أكثر من ثلاثة قرون، مزينة أحياء المنطقة وقراها المجاورة لوادي نجران الشهير عبر وقوفها برونقها الطيني وحوافها البيضاء المزخرفة، جنباً إلى جنب مع المباني الحديثة التي انتشرت في زوايا نجران ملبسة إياها حلة من رداء الحياة المتحضرة.

تاريخ القصر :
يعد قصر العان الأثري والمسمى “سعدان” الذي يقف شامخًا على قمة جبل العان، من أقدم وأشهر القصور الطينية التراثية، والذي تم بناؤه عام 1100 هـ، من الطين بنظام العروق، وسمي بهذا الاسم نسبة للقرية التي يقع فيها، ويتكون القصر من 4 أدوار على طراز بناء مميز يعكس هوية وطابع المجتمع النجراني، بسور ارتفاعه 7 أمتار تقريباً، ويضم القصر أبراجًا للمراقبة وبوابة رئيسية وعدد من الغرف، يحيط بالقصر سور طيني ارتفاعة سبعة أمتار، ويقع غرب مدينة نجران ويطل عليها، ويطل على وادي نجران من الجهة الشمالية، ويتكون من أربعة أدوار، وما زال مأهول بالسكان. يحيط بالقصر سور له أربعة أبراج وبوابه رئيسيه، وبني من الطين بنظام المداميك (العروق)
ويطل على وادي نجران الشهير من الجهة الشمالية، ويقابله جنوبًا قلعة رعوم التاريخية وجبل أبو همدان، وعدد من القرى ومزارع النخيل التي شكلت بجانب العمران الحديث لوحة فنية بالغة الجمال والخصوصية لقصر العان الأثري.
لذا يتميز بروعة البناء القديم، ورونق الأصالة، وفن العمارة التراثية التي تحاكي الطراز العمراني الذي تشتهر به منطقة نجران، ويحظى بالاهتمام والعناية، كونه أحد أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، حيث مر بعدة أعمال ترميم منذ تأسيسه من قبل مُلاكه كبادرة وطنية ذاتية نابعة من وعيهم بأهمية الإرث التاريخي الوطني وأهمية المحافظة عليه.

.
الاعتناء بالمواقع الأثرية والتاريخية بالمنطقة:

ويقوم أهالي المنطقة بالاهتمام بالمباني التراثية وقصور الطين القديمة، وذلك من خلال ترميمها وإعادة أجزائها، إيماناً منهم بأن تلك المباني جزء من الهوية النجرانية، وشكلاً حضارياً هاماً، لا يمكن التخلي عنه.
وهناك تحفيز وتشجيع أهالي المنطقة في المحافظة والعناية علي هذا الارث حيث تعتبر القصور الطينية القديمة في المنطقة أصبحت من المحطات السياحية الجاذبة في المنطقة، ومعلماً بارزاً للسائح للاطلاع على فن البناء القديم والهندسة العمرانية الفريدة في إنشاء البيوت الطينية المنتشرة بنجران، وتنوعاً نادراُ في شكل الأحياء بمنطقة نجران .

بقلم :
مختص الاثار والتراث
عبدالإله الفارس

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى